جاري التحميل
جاري التحميل
تفاقمت الكثير من المشكلات البيئية بفعل تسارع التنمية في أنحاء العالم في العقود الأخيرة، مما جعل من البحث عن حلول ضرورة ملحة لتفادي التدهور البيئي ونتائجه الكارثية، ولذلك كثر الحديث عالمياً وعربياً عما يُعرف (بالاقتصاد الأخضر).
ويُعرف الاقتصاد الأخضر بأنه: "الاقتصاد الذي يسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية بشكل متوازن". ويركز الاقتصاد الأخضر على استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، وتقليل التلوث، وحماية البيئة.
كما يعرف الاقتصاد الأخضر، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بأنه: الاقتصاد الـذى يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وينتج عنـه تحسـين في رفاهية الإنسان، بالإضافة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتخفيض انبعاثات الكربون، دون إغفال الاهتمام بالحد من المخاطر البيئية، وندرة الموارد الإيكولوجية.
وللاقتصاد الأخضر أبعاد ثلاثة:
وللاقتصاد الأخضر أهمية كبيرة، حيث يمكن أن يساعد على حماية البيئة من خلال تقليل التلوث، وحماية الموارد الطبيعية، وتعزيز الاستدامة، كما يمكن للاقتصاد الأخضر أن يساعد على تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئة صحية وسليمة للعيش والعمل، كما يساهم في خلق فرص عمل جديدة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والنقل المستدام والتصنيع المستدام.
وهناك العديد من الأمثلة على الاقتصاد الأخضر في العالم، ومن بينها:
وتُعدّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر المناطق المعرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ. وتضاف هذه المخاطر إلى مجموعة أخرى من التحديات التي تواجهها المنطقة، مثل الإجهاد المائي والتصحر وانعدام الأمن الغذائي والتهجير القسري وموجات الحر الشديدة.
ولكن هناك العديد من المبادرات الهادفة إلى تعزيز الاقتصاد الأخضر في الوطن العربي، ومن بينها:
-مبادرة "النمو الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي تهدف تعزيز النمو الأخضر في المنطقة.
-برنامج "التنمية الخضراء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" الذي أطلقته البنك الدولي، ويهدف هذا البرنامج إلى دعم التنمية الخضراء في المنطقة.
-مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في عام (2021)، وهي التحالف الإقليمي الأول من نوعه الذي يهدف إلى الحد من آثار تغير المناخ على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقدم هذه المبادرة خارطة طريق طَموحة وواضحة لتسريع العمل المناخي الإقليمي، وترتكز على هدفين أساسيين يتمثلان في: التشجير، وخفض الانبعاثات الكربونية على مستوى المنطقة).
كما تستهدف تأسيس مراكز وبرامج إقليمية من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف المبادرة واستقطاب الاستثمارات في مجالين رئيسيين، هما: الاقتصاد الدائري للكربون، والتشجير.
ولبعض الدول العربية تجارب واعدة في مجالات الاقتصاد الأخضر، مثل: دول الخليج العربي، والمغرب، ومصر، والأردن. لكنها ماتزال بحاجة إلى الكثير من الدعم والاهتمام حتى تحقق أهدافها المرسومة، لأن الاقتصاد الأخضر يعد أحد أهم الوسائل التي يمكن للوطن العربي من خلالها مواجهة التحديات البيئية التي يمر بها العالم في الوقت الحالي، لذلك ينبغي أن يحظى بالأولوية في مجال السياسات والتشريعات وفي مجال الاستثمار أيضًا.