جاري التحميل
جاري التحميل
وفي المناطق منخفضة الدخل تساء إدارة أكثر من (90%) من النفايات، مما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات والكوارث التي عادة ما يتضرر منها الفئات الأفقر والأضعف.
ومن الجدير بالذكر أن زيادة إنتاج النفايات الصلبة تُشكّل العديد من المخاطر على البيئة ونوعية الحياة، وتنبع هذه المخاطر من التخلص غير السليم من النفايات الصلبة وإدارتها وتراكمها، وفيما يلي بعض المخاوف الرئيسية:
1. تلوث الأرض والتربة: يؤدي التخلص غير السليم من النفايات الصلبة في مدافن النفايات إلى تسرب المواد الكيميائية الضارة والملوثات إلى التربة، كما يمكن أن تؤثر التربة الملوثة سلبًا على الإنتاجية الزراعية، مما يؤثر على جودة المحاصيل والغذاء.
2. تلوث المياه: يمكن أن تلوث النفايات الصلبة المسطحات المائية عندما تتدفق مياه الأمطار عبر مدافن النفايات، وتحمل الملوثات إلى الأنهار والبحيرات والمحيطات، كما يمكن للمواد الكيميائية الخطرة الناتجة عن النفايات الصلبة أن تلحق الضرر بالنظم البيئية المائية، مما يعطل الحياة البحرية ويؤثر على جودة المياه.
3. تلوث الهواء: يمكن أن يؤدي حرق النفايات الصلبة إلى إطلاق ملوثات ضارة في الهواء، كما أن حرق بعض المواد، وخاصة البلاستيك، يمكن أن يؤدي إلى إطلاق أبخرة سامة ويساهم في تكوين الغازات الدفيئة، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة تغير المناخ، فبحسب البنك الدولي فإن الغازات الدفيئة الصادرة عن النفايات تُعتبر من العوامل الرئيسية في تغير المناخ، ففي عام (2016) فقط تم توليد حوالي (5%) من الانبعاثات العالمية فقط من إدارة النفايات الصلبة باستثناء النقل.
4. الإضرار بالتنوع البيولوجي: يمكن أن تؤدي مدافن النفايات والتخلص غير السليم منها إلى تدمير الموائل الطبيعية، مما يؤثر على الحياة البرية والتنوع البيولوجي، فقد تبتلع الحيوانات النفايات أو تتشابك فيها، مما يؤدي إلى وقوع إصابات أو وفيات.
5. المخاطر الصحية: يمكن أن يشكل التعامل غير السليم مع النفايات الصلبة، وخاصة النفايات الخطرة، مخاطر صحية خطيرة على الأفراد الذين يعيشون بالقرب من مواقع التخلص منها أو الذين يعملون في إدارة النفايات، ومن جانب آخر فإن التعرض للسموم والملوثات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية، وغيرها من المشاكل الصحية.
وبناءً على ما سبق، يمكننا القول باحتمال أن نعيش في وسط أكوام من النفايات إذا لم يتم تدارك هذه المشكلة بشكل سريع، وتتطلب معالجة هذه المخاطر اتباع نهج شامل يتضمن الحد من النفايات، وإعادة التدوير والممارسات المناسبة للتخلص منها، وتطوير أنظمة مستدامة لإدارة النفايات، كما يُعد الوعي العام والمشاركة أمرًا بالغ الأهمية في التخفيف من الآثار البيئية والمجتمعية لزيادة إنتاج النفايات الصلبة.
وتعتبر التوصيات السابقة ضرورة لا يمكن إهمالها، إلا أن السيناريو الأكثر استدامة يتمثل في استثمار هذا الكم من النفايات، ولكن السؤال هو: كيف؟ وهل يمكن أن تتحول نفاياتنا إلى طاقة؟
الإجابة باختصار: نعم.. أما كيف فمن خلال تبنّي الدول لتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة (WTE – Waste-to-Energy)، وذلك من خلال إنشاء مرافق حديثة يتم من خلالها حرق النفايات الصلبة غير الخطرة بعد إعادة تدويرها ليتم من خلالها إنتاج الكهرباء والبخار، كما تعمل هذه المرافق على تقليل إنتاج (غاز الميثان)، إذ تعتمد تقنيات مكافحة للتلوث مما يساهم في الحد من الغازات الدفيئة وخاصة غاز الميثان.
ومن جانبٍ آخر تقوم هذه المرافق بإعادة تدوير أكثر من (700,000) طن من المعدن سنويًا، والذي يمكن استخدامه والاستفادة منه في العديد من الصناعات، وعلى رأسها السيارات وغيرها.
وبحسب البنك الدولي، فإن الحل لتحويل النفايات إلى طاقة موجود، ويُعتبر دعم البلدان في اتخاذ القرار بشأن تمويل إدارة النفايات الصلبة أمرًا أساسيًا، وعلى الرغم من أن اعتماد هذه التقنيات يُعتبر مُكلفًا، إلا أنه أقل تكلفة من الثمن الذي سيدفعه العالم أجمع إن استمر وضع النفايات وسوء إدارتها على ما هو عليه الآن!...