جاري التحميل
جاري التحميل
تُعرف السياحة بصفة عامة بأنها أحد السُبل التي نُقبل عليها بهدف الترفيه، أو الاسترخاء، أو قضاء الأعمال والمهام، ومع تعدد أنواع السياحة وأهدافها ، إلا أن المعروف بأنها عادة ما تكون إلى دولٍ نستهدف زيارتها، إلا أن البعض يفضل أن تكون سياحته إلى خارج حدود الأرض.. وتحديدًا إلى الفضاء!
ويُعد رجل الأعمال الأمريكي دينيس تيتو (Dennis Tito) أول سائح فضائي في العالم، إذ قرر عام (2001) السفر على متن صاروخ روسي يُسمى سويوز (Soyuz) إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) مقابل (20 مليون دولار).
والسياحة الفضائية هي قطاع متخصص في صناعة الطيران يسعى إلى منح السياح القدرة على أن يصبحوا رواد فضاء وتجربة السفر إلى الفضاء لأغراض ترفيهية أو تجارية. ونظرًا لأن السياحة الفضائية مكلفة للغاية، فهي تستقطب شريحة صغيرة جدًا من المستهلكين القادرين والراغبين في شراء تجربة فضائية.
وهناك أربعة أنواع من السياحة الفضائية:
وحاليًا تتيح بعض الشركات أول نوعين من الرحلات فقط للسياح، إلا أن النوعين الثالث والرابع ما زالوا قيد الدراسة.
ويمكن الإشارة إلى أهداف السياحة الفضائية حسب الأهمية على النحو التالي:
وعلى الرغم مما تشكله السياحة الفضائية من شاهدٍ على تطور القدرات البشرية وقدرتها للوصول إلى الفضاء لأغراض تتجاوز الأهداف العلمية والعسكرية والتجارية التقليدية، خاصة مع إقبال العديد من الشركات على تقديم هذا النوع من السياحة كخدمة لكلّ من هو مستعدٌ لدفع تكاليفها بغض النظر عن الخبرة أو الهدف مثل (SpaceX, Blue Origin, and Virgin Galactic) إلا أن هذه الإمكانات أطلقت العديد من التخوفات حول الآثار البيئية التي قد يتركها هذا النوع من الرحلات.
خاصة وأن تقدير الآثار البيئية لهذه الرحلات يصعب إحصاؤها بشكلٍ دقيق نظرًا لتعدد أنواع الصواريخ المستخدمة لهذا الغرض وتطورها المتسارع، فمن المعروف بأن بعض الصواريخ تحرق الهيدروجين والأكسجين ولا تنتج ثاني أكسيد الكربون بشكلٍ مباشر، إلا أنها قد تنتج انبعاثات خلال عمليات إنتاج الوقود، بينما ينتج البعض الآخر من الصواريخ ثاني أكسيد الكربون بشكلٍ مباشر، وتبعث حوالي (200-400 طن) منه في كلّ عملية إطلاق.
ومن الجدير بالذكر هنا أن رحلات السياحة الفضائية عادة ما تحمل (1%) فقط من الركاب مقارنة بالرحلات الجوية التقليدية، وبالتالي تعتبر بصمتها الكربونية أكبر بكثير.
ومن جانبٍ آخر، فلا تعد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الانبعاثات الخطيرة الوحيدة التي يُخلّفها إطلاق الصواريخ، إذ قد نتج الصواريخ التي تعمل (بالكيروسين) حروقًا نظيفة تؤدي إلى انبعاث ما يُعرف باسم (السخام الأسود) في المناطق العُليا من الغلاف الجوي، والذي يحبس الحرارة أكثر بـ(500 مرة) في الغلاف الجوي مقارنة بجميع مصادر السخام لأخرى (الجوية والسطحية) مجتمعة، مما يؤدي إلى تغير ملحوظ في المناخ. وبالتالي فإن تأثير إطلاق الصواريخ على المناخ لا يتطلب عدد رحلاتٍ كبير كما هو الحال في الرحلات الجوية لنلمس تأثيرها السلبي.
وبناءً على ذلك يمكننا القول إن الانبعاثات الناتجة عن إطلاق الصواريخ تُعتبر ضارة جدًا بطبقة الأوزون (الستراتوسفيرية) على وجه التحديد، وبالتالي فإن سيناريو إطلاق الصواريخ السياحية بشكلٍ دوري يهدد بشكلٍ كبير منجزات (بروتوكول مونتريال) المعني بإصلاح طبقة الأوزون والحد من تغير المناخ.
وختامًا، يجب الإشارة إلى إن السياحة الفضائية تعتبر بالفعل دليلًا على تقدم وتطور الجهود البشرية وتعدد إمكاناتها، إلا أن التوسّع فيها يتطلب دراسات دقيقة ومُفصّلة توضح تبعاتها وآثارها المحتملة على البيئة، وتحديد سُبل الحد من تأثيراتها السلبية على الاستدامة البيئية التي تسعى كافة الدول والمؤسسات والجهات حول العالم لتحقيقها لضمانِ حاضرٍ ومستقبل أكثر أمانًا.