جاري التحميل
جاري التحميل
هل يهمك الهواء الذي تتنفسه؟
وماء البحر الذي تحاول السفر إليه في عُطلك وإنجازاتك؟
وطعامك الذي تستمتع به؟
إن كانت إجاباتك عن هذه الأسئلة هي: نعم.. فذلك يعني أن تهديد تغير المناخ يمسّك بشكل مباشر..
فأزمة تغير المناخ تُشكّل تهديدًا عالميًا يشغل كافة الدول والمؤسسات، فبحسب الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس) فإن "حالة الطوارئ المناخية هي سباقٌ نحن نخسره حاليًا، ولكنه سباق يمكننا الفوز به".
ارتفاع درجات الحرارة والتدهور البيئي، والكوارث الطبيعية، والأحوال الجوية شديدة التقلّب، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، والاختلال الاقتصادي، وارتفاع مستويات سطح البحر، وذوبان الجليد في القطب الشمالي، و موت الشعاب المرجانية، واندلاع الحرائق في الغابات.. كلّ ذلك وأكثر هو نتيجة للتغير المناخي.
وعلى الرغم من أن الوعي بهذه التهديدات في ازدياد، إلا أن المعظم يرى بأن معالجتها يقع على عاتق الدول والحكومات والجهات الكُبرى، وعلى الرغم من أن هذا المُعتقد يحمل شيئًا من الصحة، إلا أننا -أنا وأنت- يمكننا المساهمة في التغيير أيضًا.
أما عن كيف؟ فمن خلال الوعي بالدرجة الأولى، ومحاولة فم مدى تأثير أنشطتنا اليومية التي قد لا نُعير لها بالًا على البيئة والمناخ، وثانيًا من خلال اختيار تحسينها على نحوٍ صديق للبيئة وأكثر استدامة، وذلك لصالح حاضرنا ومستقبلنا، ويتضمن هذا التغيير المساهمة في تقليل البصمة الكربونية.
وتُعرّف البصمة الكربونية (Carbon Footprint) حسب منظمة الأمم المتحدة بأنها: "كمية انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بأنشطة الشخص". وتُعبّر هذه البصمة عن الكمية الإجمالية للغازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي مثل: ثاني أكسيد الكربون، الميثان، أكسيد النيتروز، و مركبات الكربون الهيدرو فلورية.
وتساهم البصمة الكربونية في تغير المناخ في المقام الأول من خلال إطلاق غازات الدفيئة (GHGs) في الغلاف الجوي للأرض، إذ تحبس الغازات الدفيئة حرارة الشمس وتدفئ الكوكب، مما يخلق ما يعرف باسم (ظاهرة الاحتباس الحراري)، وفي حين أن هذه الغازات ضرورية للحفاظ على درجة حرارة الأرض ضمن النطاق الصالح للسكن، فإن الأنشطة البشرية، وخاصة حرق الوقود الأحفوري والعمليات الصناعية الأخرى، أدت إلى زيادة كبيرة في تركيز هذه الغازات في الغلاف الجوي، ويعد ثاني أكسيد الكربون (CO2) أحد المساهمين الرئيسيين، لكن الغازات الدفيئة الأخرى مثل الميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O) تلعب أيضًا أدوارًا مهمة.
وترتبط البصمة الكربونية بشكلٍ مباشر بالعديد من أنشطة الأفراد والمجتمعات، وبالتالي فهناك بصمة كربونية ناتجة عن الأفعال والأنشطة الفردية التي تشمل: التنقل، الأنشطة المنزلية، الملابس، والطعام، وغيرها..
وبحسب الأمم المتحدة فهناك العديد من الممارسات الفردية التي من شأنها أن تساهم في تقليل البصمة الكربونية بشكلٍ كبير، منها:
وختامًا يمكننا القول إن المساهمة في حماية البيئة والتقليل من تغيرات المناخ يتطلب تبنّي الممارساتٍ المستدامة لتصبح (أسلوب حياة)، خاصة وأن جهود الدول والحكومات والمؤسسات وحدها لن تكون كافية إن لم يساهم أفراد المجتمعات بتغيير أنماط حياتهم على نحوٍ يقلل من الأضرار البيئية والمناخية.