ننتظر العطلة بفارغ الصبر للسفر واكتشاف أماكن جديدة والتعرف على ثقافات مختلفة. منظر الأرض من الطائرة دائماً مميز، وصور الشواطئ التي نحلم بزيارتها تظل محفورة في خيالنا. ولكن في غمرة الحماس والمغامرة، غالباً ما ننسى أن انبعاثات الكربون الناتجة عن سفرنا تؤثر على البيئة بشكل كبير.

السياحة مسؤولة عن حوالي 8٪ من انبعاثات الكربون العالمية. سواء كان من خلال رحلات الطيران أو ركوب القوارب أو الإقامة، كل هذه الأنشطة تساهم في البصمة الكربونية للسياحة. والمستقبل ليس مشرقاً مثل الشواطئ التي نحلم بزيارتها. بحلول عام 2030، من المتوقع أن تزداد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النقل من السياحة بنسبة 25٪ مقارنة بمستويات عام 2016، من 1,597 مليون طن إلى 1,998 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. هذه النسبة ستشكل 5.3٪ من جميع الانبعاثات البشرية المنشأ في عام 2030.

المشكلة ليست هنا فقط، فكما يؤثر قطاع السياحة، فهو أيضاً متأثر. فعلى سبيل المثال، منطقة البحر الكاريبي التي جذبت أكثر من 28 مليون سائح في 2022، تشهد ارتفاعاً في مستويات سطح البحر بنسبة 10% تقريباً أسرع من المتوسط العالمي، وهذا يعرض 60٪ منها لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر. ولنشاهد قريباً، نشهد أوضاع المياه وموجات الجفاف التي نمر بها هنا، وكل هذه الأمور تغير النظم الإيكولوجية وتؤثر على المواسم، وفي النهاية على السياحة نفسها.

السياحة المستدامة

إذن، ما الحل؟ يأخذنا ذلك إلى مفهوم السياحة المستدامة، وهي السياحة التي تراعي بصورة كاملة آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبي احتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة. السياحة المستدامة تحتوي على مجموعة من المبادئ، إذا طبقنا منها قدر المستطاع، نكون قد ساهمنا في التخفيف من الأثر البيئي الذي سيعود بالفائدة على السياحة نفسها.

تقليل استخدام الطيران

من هذه المبادئ، التقليل قدر المستطاع من استخدام الطيران أو ما يسمى بالسياحة البطيئة. يعني إذا أردت أخذ إجازة، اجعلها إجازة مطولة بدلاً من إجازات قصيرة متقطعة، وحاول قدر المستطاع استبدال الرحلات الجوية بوسائل أكثر استدامة مثل القطارات أو الحافلات. وإذا اضطررت، احجز رحلة مباشرة بدون توقفات.

اختياراتنا في الحجز والإقامة

مبدأ آخر هو اختياراتنا في الحجز والإقامة. يمكننا مراجعة المكان الذي نحجز فيه ونرى كيف يعتمد على مصادر الطاقة، ونجد أماكن مستدامة قدر الإمكان. ولدينا في الأردن أمثلة مثل نزل فينان البيئي.

دعم المجتمع المحلي

في رحلاتنا، من المهم أن نعتمد في وجباتنا وزياراتنا والجولات السياحية على المجتمع المحلي، لأن كل ما ندفعه سيعود على تطوير المجتمع المضيف وتنميته. وعلينا أن نكون واعين طبعاً بالابتعاد عن استخدام البلاستيك قدر الإمكان، والاعتماد على المواد المعاد تدويرها.

السياحة يمكن أن تكون تجربة غنية وممتعة دون أن نضر البيئة. من خلال تبني ممارسات السياحة المستدامة، يمكننا الحفاظ على جمال الكوكب للأجيال القادمة وضمان أن الأماكن التي نحب زيارتها ستظل موجودة لزياراتنا المستقبلية. لنكن جزءاً من الحل، وليس المشكلة.

المصادر: CARBON FOOTPRINT OF TOURISM SUSTAINABLE TRAVEL INTERNATIONAL

Transport-related CO2 emissions from the tourism sector – Modelling results UNWTO

Latest Caribbean Tourism Numbers Show Major Recovery from COVID-19 Travel market report

Climate Change Implications for tourism University of Cambridge

Sustainable development UNWTO

What is Slow Tourism? The next big hospitality trend Hospitality Insights

ecohotels.me