جاري التحميل
جاري التحميل
يشهد قطاع السياحة في الأردن ضغوطًا متزايدة في ظل الظروف الراهنة، مع تداعيات حرب إسرائيل على غزة، مما أثر بشكل مباشر على حركة السياح القادمين إلى المنطقة. هذا التحدي ليس جديدًا على القطاع، حيث تعثر بشكل كبير خلال السنوات التي تلت الربيع العربي، واستمرت الأزمة حتى بدأت ملامح التعافي في السنوات اللاحقة، إلا أن عام 2020 جاء ليضرب الاقتصاد العالمي مع تفشي جائحة كورونا، ويعيد قطاع السياحة إلى نقطة الصفر.
قبل الجائحة، كان الأردن يستقبل أكثر من 5 ملايين سائح في العام 2019، لكن هذا العدد انخفض بشكل حاد إلى أقل من مليون وربع في عام 2020. وبعد التعافي من آثار كورونا، عاد القطاع ليواجه تحديات جديدة مع تصاعد التوترات في المنطقة. الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان مشاهد معاناة السياحة الأردنية على مر السنوات، وخاصة في البتراء، التي تعتبر واحدة من أبرز نقاط الجذب السياحي في البلاد.
البتراء هي نموذج حي للمعاناة التي يعيشها قطاع السياحة. ففي عام 2015، اضطرت 10 فنادق في البتراء إلى إغلاق أبوابها نتيجة تراجع أعداد الزوار. وفي عام 2024، بلغ الانخفاض في عدد الزوار الأجانب إلى المدينة الوردية أكثر من 73% خلال الأشهر الستة الأولى مقارنة بنفس الفترة من العام 2023. الأمر لم يتوقف هنا، حيث أُغلق 35 فندقًا آخر أبوابه، وتم تسريح حوالي 371 موظفًا.
يبدو أن قطاع السياحة هشّ للغاية، حيث يتأثر بأقل الصدمات، وهذا ما يجعله في وضع خطير خاصة أنه يوفر فرص عمل لحوالي 58 ألف فرد. الوضع الحالي يطرح تساؤلات حول ما يمكن فعله لضمان منعة القطاع على المدى الطويل، وكيف يمكن تجنبه السقوط في دوامة الأزمات بشكل متكرر.
الأردن يمتلك واحدة من عجائب الدنيا السبع، ومواقع طبيعية نادرة وجميلة تميزها عن أي مكان آخر في العالم. هذا التنوع السياحي يشكل فرصة اقتصادية دائمة، لكنه بحاجة إلى استغلال سليم وخطط استراتيجية واضحة. علينا الالتفات بشكل جاد إلى القطاع السياحي وتقديم الدعم اللازم له، سواء من خلال تحسين البنية التحتية، أو الترويج الذكي للمواقع السياحية، أو توفير بيئة آمنة ومستقرة لجذب السياح من مختلف دول العالم.