جاري التحميل
جاري التحميل
يُعرّف المأوى لغة بأنه الملجأ، أو المكان الآمن الذي يلجأ إليه من لا مسكن له، ويُقال: مأوى اللاجئين أو المنكوبين..
ويعتبر وجود هذا النوع من الأماكن ضرورة أساسية لأيّ كائنٍ واجه صعوبات وتحديات حرمته مسكنه، وهددت وجوده وأمانه، فلك أن تتخيل أن تضطر للخروج من بيتك.. مدينتك.. وطنك قسرًا، لترى نفسك في أماكنٍ لا تعرفها، وبين وجوهٍ لا تألفها، ويُحتّم عليك أن تسير وفق قواعدٍ جديدة لم تعتدها من قبل.. وفي وسطٍ حالة الضياع هذه، يُفتح لك بابُ مكانٍ آمن، يعرفك وتجهله.. يؤمّن خوفك، ويضمّد جرحك، ويوفّر لك موطنًا مُصغرًا تنتمي إليه!
هذا تحديدًا ما تقوم به (محمية المأوى) التي تبلغ مساحتها حوالي (110 هكتار) والتي تقع في مدينة جرش شمال الأردن، والتي تمّ إنشاؤها من خلال شراكة بين مؤسسة الأميرة عالية و (Four Paws) بهدف توفير حلّ إقليمي لما تواجهه الحيوانات البرية في المنطقة، وامتد التعاون والشراكة مؤخرًا لتشمل (مركز الأمل الجديد) الذي يعمل بمثابة عيادة بيطرية رئيسية ومنشأة للحجر الصحّي وإعادة التأهيل لكافة الحيوانات البرية التي تم مُصادرتها أو إنقاذها، بحيث تتلقى رعاية طبية فورية فور استقبالها وتخضع لمجموعة متنوعة من برامج إعادة التأهيل، ليتم بعد ذلك تحديد الحيوانات التي لا يمكن إعادتها لمواطنها الأصلية أو إطلاقها في البرية لتتخذ محمية المأوى موطنها الجديد الدائم في مساحات المحمية الواسعة والمُصممة خصيصًا لتضمن للحيوانات ظروفًا معيشية مناسبة لاحتياجاتها الطبيعية.
وتأخذ محمية المأوى على عاتقها من خلال رؤيتها: "إنقاذ وإعادة تأهيل الحياة البرية المحلية المُصابة واليتيمة وتوفير موطن دائم للأنواع المحلية غير القادرة على البقاء في البرية". وتمكّنت بالفعل من إنقاذ وإيواء حوالي (34) حيوانًا بريًا عانوا من ظروفٍ صعبة جرّاء الحروب أو نقص الغذاء أو التجارة غير المشروعة وغيرها، ومن بين هذه الحيوانات: دببة، أسود، نمور، راكون، ضباع، ذئاب، قردة الفرفت (Vervet Monkeys)، وقردة البابون.
كما تُقدّم المحمية جولات للزائرين، وفق الرسوم التالية:
– الأردنيون البالغون : 5 دنانير.
– البالغين الأجانب : 10 دنانير.
- المقيمون الأردنيون: 7 دنانير.
– الأطفال حتى عمر 18 سنة : 2 دينار.
- الأطفال أقل من 4 سنوات: مجاناً.
ومن الجدير بالذكر هنا أن هذه المحمية وغيرها من المحميات التي كرّست نفسها لإنقاذ وحماية الحيوانات التي تدفع أثمانًا باهظة للحروب التي لم تختر أن تخوضها تستقبل التبرعات من الأفراد والجهات بهدف استكمال نشاطها في حماية الحياة البرية، الأمر الذي تؤكد منظمة الأمم المتحدة على أهميته وارتباطه المباشر بخطة التنمية المستدامة (2030) والتي تُعتبر خطة عمل متكاملة تربط بين كلّ من الإنسان والطبيعة، وأهمية الحفاظ على كوكب صحّي لمواصلة التقدم البشري، والتي تشمل إبطاء فقدان التنوع البيولوجي وعكس آثاره، والمحافظة على الموارد الطبيعية التي تضمن حاضرًا ومستقبلًا أفضل للإنسان والحيوان على حدّ سواء.