جاري التحميل
جاري التحميل
هذا الحيوان ذو الفراء الذهبي الباهت والمنقط ببقعٍ على شكلٍ زهور داكنة هو (النمر العربي) ويُعد النمر الأصغر حجمًا من سُلالات النمور، واسمه العلمي هو (Panthera pardus nimr)، وتعتبر شبه الجزيرة العربية موطنه الأصلي، وقد تم إدراجه في القائمة الحمراء (للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة) للأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج، وتشير أفضل التقديرات إلى أنه يوجد البرية فقط أقل من (200) نمر عربي، كما أن أعداده في تناقص مستمر.
ويُعرف النمر العربي برأسه الضخم وأرجله القصيرة، ومخالبه شديدة القوة، ويصل متوسط وزن الذكور من النمر العربي إلى حوالي (30 – 40 كغ)، وذلك نصف وزن سلالة النمر الأفريقي، أما الإناث بين (25 – 35 كغ). وعادةً ما ينشط في المساء ويختار كلًّا من الشقوق والكهوف البعيدة في المناطق المرتفعة من الجبال أو المناطق كثيفة الأشجار أو البراري للابتعاد عن المخاطر، ويتغذى بشكلٍ رئيسي على الوعول والغزلان والأرانب.
ويعتبر النمر العربي رمزًا من رموز شبه الجزيرة العربية، وتاريخيًا، يرجع وجود هذا النمر إلى أفريقيا منذ حوالي (500 ألف سنة)، ويُعتبر من أهم أنواع الثدييات التي تقطن شبه الجزيرة العربية، وكان موطنه التاريخي يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي، ومن سيناء شمالًا إلى جبال حراز وظفار في اليمن جنوبًا.
وتتمثل المخاطر والمهددات التي تواجه هذا النوع من النمور في:
فقدان موائلها.
قلة الفرائس نتيجة للصيد الجائر من البشر والانخفاض الكبير في أعداد الوعول والغزلان وغيرها من الفرائس التي يتغذى عليها، مما أجبر النمور العربية على البحث عن مصادر غذائية بديلة أو الصراع مع المواشي.
الصراع مع البشر وهجمات رعاة الماشية عليها.
اتساع رقعة التحضر العمراني والزراعة والإفراط في ممارسات الرعي.
ممارسات الصيد الجائر و الاتجار المُجّرَم بالأنواع البرية.
قلة الوعي بالمخاطر التي تواجهها النمور العربية وعدم كفاية المناطق المحمية مما ساهم في تعريضها للخطر.
كما قُدّر انحسار انتشاره إلى (1%) فقط من نطاق توزيعه الجغرافي التاريخي، وبذلك يمكن القول إن النمر العربي واحد من أكثر القطط البرية تهدداً في العالم، ويحتاج إلى إجراءات عاجلة لإنقاذه من حافة الانقراض.
وفي هذا الصدد تم إطلاق العديد من المبادرات لحمايته، إذ أعلنت منظمة الأمم المتحدة في (2023) يوم (10 شباط) من كلّ عام يومًا عالميًا للنمر العربي تبعًا للقرار رقم (295/77) لتعزيز الوعي بهذا الحيوان المهدد بالانقراض، كما أشارت الأمم المتحدة إلى الأهمية الحيوية للنمر العربي للنظام البيئي، كما شجّعت على إطلاق مبادرات تعاونية لصونه وحمايته.
وفي ذات السياق كانت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في المملكة العربية السعودية قد أعلنت عام (2022) يوم (10 فبراير) بأنه يوم النمر العربي، وذلك قبل أن تصدر الأمم المتحدة قراراها، الأمر الذي يُشير إلى اهتمام المملكة بالمحافظة عليه، إذ تعتبر المملكة هذا اليوم فرصة لجذب انتباه العالم إلى النمر العربي.
كما أطلقت المملكة برنامج (الحفاظ على النمر العربي) والذي تضمن العديد من المبادرات، منها: برامج الإكثار وإعادة التوطين، وإنشاء صندوق النمر العربي وتخصيص (25 مليون دولار) لحمايته، إلى جانب الالتزام بتقديم (20 مليون دولار) على مدى (10 سنوات) لمنظمة (بانثيرا) وهي منظمة مُكرّسة للحفاظ على (40) نوعًا من القطط البرية في العالم والنظم البرية التي تعيش فيها.
ومن جهة أخرى أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة (Catwalk) وهي مبادرة للاحتفال بأول يوم عالمي للنمر العربي والتأكيد على أن رفاهيتنا الجماعية مترابطة مع الكائنات من حولنا.