قد تظن أنه يعيش في مصر فقط، لا سيما وأنها تتخذه رمزاً قومياً لها منذ عام (1984) حيث تراه مرسوماً على علمها محاطاً بخطين أسود وأحمر من الأعلى والأسفل، لكنه يعيش في ثلاث قارات: آسيا وإفريقيا وأوروبا. 

     واتخذه قدماء المصريين منذ حوالي 5 آلاف عام رمزاً دينياً يرمز للآلهة (إيزيس)، واتخذه القائد صلاح الدين الأيوبي رمزاً له لدلالته على القوة والغلبة.

      وهو طائر يتميز بريش أصفر لامع يمتزج مع ريش أبيض على رأسه بينما يغطي جسمه الريش الأسود، ويعيش غالباً حيث يعيش الناس لاسيما في موانئ الصيد أو المسالخ، والسبب في ذلك أنه يتغذى على الجيف بشكل أساسي، ولذلك فهو مهم للبيئة لأنه يساهم في التخلص من القمامة.  وله أسماء عديدة عرف بها مثل: دجاج فرعون، والعقاب المصري، والرخمة المصرية.

     والنسر المصري هو النسر المهاجر الوحيد لمسافات طويلة في أوروبا، حيث يحلق بسرعة تصل إلى (640 كم/ الساعة)، ويستطيع الطيران على ارتفاع يصل إلى (4500 متر)، ويمكنه السفر لمسافة (5000 كم) عند الهجرة بين مواقع التكاثر الأوروبية ومناطق الشتاء في الحافة الجنوبية للصحراء. 

     ويتميز بذكائه حيث أنه من الحيوانات القليلة التي تستخدم الأدوات، فبدلاً من النقر على البيضة لكسرها يقوم النسر المصري بالتقاط حجر ويطرق به على البيضة باستمرار حتى تنكسر.

 وهو طائر مهدد بالانقراض لأسباب من صنع البشر مثل: الصعق بالكهرباء، أو الاصطدام بتوربينات الرياح، أو إطلاق النار، أو التسمم بفعل تلوث مصادر المياه، كما يتم صيده وتحنيطه لبيعها كتذكارات مما أدى لتناقص أعدادها بشكل كبير. 

     ويعتبر نوع ما من الحيوانات مهدداً بالانقراض عندما يتقلص عدده بنسبة 50 إلى 70% أو عندما ينخفض عدد الحيوانات البالغة منها عن 250 بغض النظر عن موطنها أو المساحة القاطنة بها. 

     ولمواجهة ذلك وضعت تشريعات عديدة لحماية الحيوانات من الانقراض في مختلف دول العالم حيث تتخذ بعضها إجراءات صارمة في ذلك الصدد، وتسعى لحماية الأعداد المتبقية منها من خلال إنشاء المحميات الطبيعية، ومن أهم القوانين في مجال حماية الحيوانات: (اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية).  

     وفي مصر يعاقب كل من يخالف أحكام المادة (28) من قانون البيئة بالحبس، وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وينص هذا القانون على عدم صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية والكائنات الحية المائية أو حيازتها أو نقلها أو تصديرها أو استيرادها أو الاتجار فيها حية أو ميتة كلها أو أجزائها أو مشتقاتها أو القيام بأعمال من شأنها تدمير الموائل الطبيعية لها أو تغيير خواصها الطبيعية أو موائلها أو إتلاف أوكارها أو إعدام بيضها أو نتاجها.

     ومن الوسائل المهمة كذلك نشر الوعي على نطاق واسع من خلال برامج التعليم ووسائل الإعلام والأعمال التطوعية والرصد والمتابعة وجمع البيانات حول أعداد الكائنات المهددة بالانقراض ونسبة تعرضها للأخطار، كما أن جهود الحد من التلوث والمحافظة على الغطاء النباتي وتوفر المياه من أهم الوسائل غير المباشرة في زيادة أعداد هذه الحيوانات.