جاري التحميل
جاري التحميل
يُقال إن: "الحاجة أمّ الاختراع.."، ولأن بيئتنا التي نعيش فيها اليوم تواجه العديد من المخاطر والتحديات، تبرز حاجة ملحّة لاعتماد العديد من الطرق والوسائل المبتكرة لحمايتها والمحافظة عليها، وبالتالي: "فالحاجة أمّ الابتكار.."
إذ يُعد الابتكار البيئي أحد أهم الوسائل التي يمكن من خلالها التصدي للتحديات البيئية التي يواجهها العالم في الوقت الحالي، مثل تغير المناخ والتلوث ونقص الموارد الطبيعية.
ويُعرف الابتكار البيئي بأنه: الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا والأفكار لمعالجة المشاكل البيئية، وله أهمية كبيرة في مواجهة التحديات البيئية، وذلك من خلال تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية حيث يمكن للابتكار البيئي أن يساعد في تقليل الضغط عليها، فعلى سبيل المثال، يمكن تطوير تقنيات جديدة لتوفير الطاقة، أو إعادة تدوير المواد.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة يتضمن الابتكار البيئي تطوير وتطبيق نماذج أعمال تشكلها استراتيجية جديدة تأخذ الاستدامة ومستهدفاتها بعين الاعتبار، وذلك من خلال إجراء مجموعة متكاملة من التعديلات والحلول الجديدة للمنتجات (السلع/ الخدمات) ونهج السوق والهيكل التنظيمي الذي يؤدي إلى تحسين أداء الشركات ويعزز ميزتها التنافسية من جهة، ويساهم في حماية البيئة من العديد من المخاطر من جهة أخرى.
كما يمكن للابتكار البيئي أن يساعد في تقليل التلوث، وذلك من خلال تطوير تقنيات جديدة لمعالجة النفايات أو الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إضافة إلى أنه يساعد على حماية البيئة، وذلك من خلال تطوير تقنيات جديدة للحفاظ على التنوع البيولوجي أو استعادة المناطق المتدهورة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الابتكار البيئي يمكن أن يشجع على تحسين أنماط الحياة الأخرى، مثل التنقل والتغذية، ويشجع على الاهتمام بالصحة العامة.
ومن الأمثلة على الابتكار البيئي تطوير السيارات الكهربائية، إذ تعد السيارات الكهربائية أحد أهم الابتكارات البيئية في الوقت الحالي، لأنها تساعد على تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. كما تساعد تقنيات إعادة التدوير في تقليل كمية النفايات التي يتم إرسالها إلى مدافن النفايات، وبالتالي تقليل التلوث. وكذلك تساعد تقنيات الطاقة المتجددة في تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري، وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وأحد أهم الابتكارات البيئية هو استخدام الألواح الشمسية للطاقة المتجددة، خاصة في ضوء وفرة أشعة الشمس في كثير من بلدان الوطن العربي، حيث أصبحت الطاقة الشمسية مصدرًا بديلًا شعبيًا وفعالًا للطاقة.
وهناك العديد من المبادرات الهادفة إلى تعزيز الابتكار البيئي في الوطن العربي، ومن بينها:
1- مبادرة "الابتكار من أجل التنمية المستدامة" التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وتهدف هذه المبادرة إلى دعم الابتكار البيئي في البلدان النامية، بما في ذلك البلدان العربية.
2- برنامج " الابتكار المستدام" الذي أطلقته مؤسسة التمويل الدولية، حيث يهدف هذا البرنامج إلى دعم الابتكار المستدام في البلدان النامية بما في ذلك البلدان العربية.
وفي إطار التعاون العربي المشترك يتم إعداد قوائم إرشادية بالسلع البيئية مما يتيح الاستعانة بها مستقبلاً لتحرير التجارة بالسلع البيئية المخصصة للقياس والرصد ومنع أو الحد أو معالجة التدهور البيئي الذي يسببه تلوث الماء أو الهواء أو التربة.
كما يشار إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في التوعية الإعلامية بأهمية الابتكار البيئي ورصد التمويل للمشاريع المتعلقة به، إضافة إلى إنشاء نظم معلوماتية متخصصة بالرصد والتحليل المستمرين للبيانات المتعلقة بالتدهور البيئي في المنطقة العربية، وتوظيف ذلك لوضع سياسات بيئية مناسبة في الوقت المناسب.
وبما أن الابتكار البيئي من أهم وسائل تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وتقليل التلوث وحماية البيئة فمن الضروري جعلها أولوية لدى كلّ من الجهات المختصة بمختلف مستوياتها وكافة الشركات والمؤسسات الكبرى والناشئة في جميع دول الوطن العربي.